مواقع التواصل الاجتماعي

متابعة

الاستراتيجيات العشرة للتحكم بالشعوب وفقًا لنظرية نعوم تشومسكي

رئيس التحرير
نشرت منذ 6 أشهر يوم 6 يونيو, 2024-142 مشاهدة

 10 استراتيجيات لتحكم بالشعوب عبر وسائل الإعلام

في يناير 2011، أعد البروفيسور نعوم تشومسكي قائمة تضمنت الطرق التي تستعملها وسائل الإعلام العالمية للسيطرة على الشعوب. هذه الاستراتيجيات العشرة توضح كيف يتم التلاعب بالرأي العام وتوجيهه عبر وسائل الإعلام:

1. استراتيجيّة الإلهاء:

تعتبر هذه الاستراتيجية أساسًا في التحكم بالمجتمعات، حيث يتم تحويل انتباه الرأي العام عن المشاكل الهامة والتغييرات التي تقررها النخب السياسية والاقتصادية من خلال وابل مستمر من الإلهاءات والمعلومات التافهة. الهدف هو منع العامة من الانشغال بالمعارف الضرورية في ميادين مثل العلوم والاقتصاد وعلم النفس وبيولوجيا الأعصاب وعلوم الحاسوب.

2. ابتكر المشاكل ثم قدّم الحلول:

تُعرف هذه الطريقة أيضًا بـ”المشكل – ردّة الفعل – الحل”. يتم ابتكار مشكلة أو موقف متوقع ليثير ردّة فعل معينة من الشعب، مما يدفعهم للمطالبة بالإجراءات التي ترغب النخب في تمريرها. مثال على ذلك، ترك العنف الحضري يتنامى أو تنظيم تفجيرات دامية لدفع الشعب للمطالبة بقوانين أمنية تقيد حرياتهم.

3. استراتيجيّة التدرّج:

لتنفيذ إجراء غير مقبول، يتم تطبيقه تدريجيًا على فترة طويلة، مثل أطياف اللون الواحد. هذا الأسلوب يعتمد لتفادي ردود الفعل السلبية التي قد تحدث لو تم تطبيق التغييرات دفعة واحدة. على سبيل المثال، تم فرض الظروف الاقتصادية الجديدة بين الثمانينات والتسعينات تدريجيًا، مثل البطالة الشاملة والمرونة في التوظيف.

4. استراتيجيّة المؤجّــَـل:

تستخدم هذه الاستراتيجية لكسب القبول الشعبي للقرارات غير المرغوبة من خلال تقديمها كأمر مستقبلي “مؤلم ولكن ضروري”. الناس يميلون إلى قبول التضحية المستقبلية بشكل أسهل من التضحية الفورية، وهذا يعطيهم الوقت للتأقلم مع الفكرة وتقبلها.

5. مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار:

تستخدم الإعلانات خطابًا ونبرة طفولية لجذب العامة، وكأنهم أطفال أو معوقون ذهنيًا. هذه الطريقة تهدف إلى منعهم من التفكير النقدي وجعلهم يتقبلون الرسائل الموجهة إليهم دون تحليل.

6. استثارة العاطفة بدل الفكر:

تستعمل هذه التقنية لتعطيل التحليل المنطقي والحس النقدي للأفراد من خلال إثارة العواطف، مما يسمح بتمرير الأفكار والرغبات والمخاوف بسهولة إلى اللاوعي.

7. إبقاء الشّعب في حالة جهل وحماقة:

يتم العمل على جعل الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيات والطرق المستعملة للتحكم بهم. التعليم المتدني يضمن بقاء الهوة المعرفية بين الطبقات السفلى والعليا غير مفهومة.

8. تشجيع الشّعب على استحسان الرّداءة:

يتم تشجيع الشعب على اعتبار أن الجهل والغباء أمران مقبولان ورائعان، مما يؤدي إلى تقليل مستوى الطموح والنقد.

9. تعويض التمرّد بالإحساس بالذنب:

يتم جعل الأفراد يظنون أنهم المسؤولون عن تعاستهم بسبب نقص في ذكائهم أو قدراتهم، مما يؤدي إلى امتهان الذات والشعور بالذنب بدلاً من التمرد على النظام.

10. معرفة الأفراد أكثر مما يعرفون أنفسهم:

بفضل التقدم العلمي، خصوصًا في مجالات الأحياء وبيولوجيا الأعصاب وعلم النفس التطبيقي، أصبح النظام قادرًا على معرفة الأفراد بعمق، مما يمنحه سلطة أكبر عليهم.

تتجلى قوة هذه الاستراتيجيات العشرة التي وضعها نعوم تشومسكي في قدرتها على الكشف عن الآليات الخفية التي تستخدمها النخب السياسية والاقتصادية للسيطرة على الشعوب. من خلال تحويل الانتباه، وابتكار الأزمات، والتدرج في تطبيق السياسات، واستغلال العواطف، يتضح كيف يمكن توجيه المجتمعات نحو قبول واقع لم يكن ليقبل لولا هذه الأساليب الماكرة. إن فهم هذه الاستراتيجيات ليس مجرد معرفة نظرية، بل هو خطوة ضرورية نحو تمكين الشعوب من استعادة زمام الأمور، وتطوير وعي نقدي يقيها من التلاعب والاستغلال. إن التحدي الأكبر يكمن في قدرة الأفراد على مقاومة هذه التكتيكات وتبني مواقف تستند إلى وعي حقيقي ومعرفة مستنيرة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *